آخر 10 مشاركات
تــــــــوأم الـــروح *مكتملة* (الكاتـب : small baby - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          الشعلة الأبدية (49) للكاتبة: آن أوليفر .. كـــــاملهــ.. (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أميرالد(139)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء3من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          روايات بتحبوها كثير وانامعاكم (((دليل الروايات حسب الاحداث))) (الكاتـب : fabiola - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > القسم الأدبي > دعوني أتنفس

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-20, 04:46 PM   #1

الانسان الفيلسوف

? العضوٌ??? » 476984
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 77
?  نُقآطِيْ » الانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond repute
افتراضي هوس المثالية أم ماذا ..


اليوم أتى ابن عمتي بطفله حديث الولادة. لقد تمعنت -كعادتي عندما أرى طفلاً صغيراً- في وجهه ذو الخد الممتلئ وفي قامته الصغيرة . كان وجهه يشع براءةً و يديه ورجليه لا تكف عن الحركة .
وكنت كعادتي أتخيل : ماذا لو كان هذا الطفل ابني ؟ كيف ستكون ملامحه , قوامه وحركاته ؟ وكيف ستكون صفاته وأفعاله ؟
قالت لي زوجتي ذات مرة : ما رأيك أن أحمل هذا الشهر لقد انقضى وقتاً طويلاً منذ زواجنا . أجبتها : أشعر أني لست مستعداً بما فيه الكفاية . فقالت : أ لأجل المال ؟ أنت تعلم بأن الله سوف يرزقنا وأن قوت هذا الطفل محفوظ لديه . قلت لها :لا أقصد المال . بل أقصد أني لست مستعداً لتحمل مسؤولية طفل الان , أريد مساحة لنفسي لمدة أطول . وجلب طفل الان سوف يعيقني من تحقيق الكثير لذاتي , باختصار لا زلت لست مستعداً لأضحي لأجل ابن .
فقررنا أنا وزوجتي -التي وافقت لتسايرني- أن نأجل الحمل لمدة سنة كاملة ليس إلا .
في الحقيقة تراودني الكثير من المخاوف الذاتية لضياع عمري دون تحقيق أي شيء أُذكر به أو أن أصبح أباً فقير النفس ليست له عظمة تُرى من خلال أولاده كما ترى من خلال أفعاله وصفاته وانجازاته . ولذلك فإن اتياننا بطفل في هذه الحال سيكون أمراً ناقصاً وسيكون أشبه بالقرار الغير الناضح .زيادة على ذلك , أخاف أن يكون هذا الطفل يشبه أباه ضعيف الإرادة , الواقع تحت الخوف والأفكار السلبية .
لنرجع لابن ابن عمتي الصغير . كنت أنظر إليه وأنا ابتسم وعندما لاحظت أن أباه ينظر إلينا حاولت أن أضل مبتسماً , ولكنها تحولت لابتسامة مصطنعة خجولة , وهذا ما يحدث في العادة عندما أكون في نفس هذا الموقف مع أبٍ وابنٍ اخرَين .
هذه الابتسامة المصطنعة الخجولة ترتسم على وجهي عنما أفكر في حال هذا الأب الناظر إلينا , ربما يشعر بنفس شعوري وتراوده الأفكار نفسها , فيريد أن يرى الناس حوله يلاعبون طفله بإعجاب فيشعر حينئذٍ بالفخر لأنه استطاع على الأٌقل أن يجلب طفل يحاط بهالات الإعجاب . فلا يحدّث نفسه أنه جلب طفلاً لا يستجلب الأنظار بل أن قراره لجلب إنسان لهذا العالم كان -على الأٌقل- صائباً من هذه الجهة . فيقول مثلا : استطعت أن أجلب طفلاً جميلاً مرحاً , فيراه الناس فيبتسمون له إعجاباً .
و كلما كبر هذا الطفل زاد تأثير فعله وصفاته على احساس الأب فإما أن يكون هذا الابن مصدر فخر لأبيه وإما أن يكون مصدر عار وازدراء الأب لنفسه .
ربما يتهمني الناس بأني مجنون أو مريض بعقدة المثالية وواقع تحت سيطرة أوهام ,ربما أنا كذلك ولكنها كانت هذه الأفكار ولا زالت هي المؤثر الأقوى في حياتي ولا استطيع تجاهلها لأكون انساناً يشبه الاخرين . ففكرة أن أنجز وأن أعمل شيء عظيم له قدَرَه في قلوب الناس وأن أكون انساناً قوياً في صفاته وأفعاله حاضرة دوماً وبقوة في أعماق نفسي .

عندما يأتي أخي لبيت أبي – وهو البيت الذي تجتمع فيه العائلة كل جمعة وسبت – مع طفليه الصغيرين – الأكبر عمره 10 سنوات والأصغر 8 سنوات – وطالما أراهم يلعبون أو يعبثون ويشاغبون تجذبني أفكار الأبوة والتربية والمسؤولية والانجاز والتحقيق . ويزيد ذلك كلما رأيت أخي يبدو عاجزاً وهو يصرخ ويزمجر ليردعهم ويوقفهم عن المشاغبة .
كان أخي في بعض الأحيان – و بعدما يرفع الراية البيضاء اشارة إلى استسلامه – يقول لي : تعبت معهم ماذا أفعل ؟ التربية صعبة في هذا الزمان . كنت اعتقد أن أخي فاشل , نعم فاشل . وأنه لو لم يكن هناك على الأقل طفلٌ واحد صالح مؤدب عاقل , فهذا يدل بشكل كبير على فشل الأب في تربية ابناءه وهذا بدوره اشارة واضحة لفشله هو في تنمية ذاته في هذا الجانب . فأقول هذا الأب ناقص, يا لشفقتي عليه ! أقول ذلك بالرغم أني أعتقد أن صلاح الأبناء ليس دليلٌ على صلاح الأب , نعم يعطينا احتمال لصلاحه . ولكن على النقيض فساد كل الأبناء علامة قوية على كون الأب يعاني من نقصٍ ما . انتبهوا أنا لا أٌقول أن ذلك علامة على فساد الأب الأخلاقي , ولكن صلاحه الأخلاقي لا يمنع كونه ناقصاً وأنه فشل في حياته في أمرٍ ما جعله عاجزاً حتى أن يصبح لديه ابن صالح عاقل واحد .
فعندما يسألني أخي متشكياً : ماذا أفعل معهم ؟ ابتسم له خجلاً واكتفي بالصمت . لأني لا أريد أن أقول له : أخي أنت فشلت وعليك أن تتحمل مسؤولية فشلك .
تتهمونني بعقدة المثالية , هذا ممكن . ولكني أؤمن بأن كل نتيجة لا بد أن يكون هناك سببٌ وراءها وكل فشل لا بد أن يوجد هناك نقص وتقصير ما.
هذا الإيمان كان راسخاً فيّ و لا مهرب لي منه بالرغم أني نشأت في بيئة متسامحة مع الذات ومع الاخرين . فيقول الناس في مجتمعنا عندما يرون ابناء فاسدين أو فاشلين أو عاقّين : ربما أن اباهم فعل كل ما بوسعه لكن الاشقياء يبقون أشقياء , أو ربما أن هذا ابتلاء وامتحان لهذا الأب أو ... ويضعون الكثير من الأسباب التي تحاول تبرئة الأب من ذلك . هذا التسامح لا استطيع أن أتقبله داخل قرارة نفسي بالرغم أني أود ذلك , بل أني أحاول أن أقنع نفسي بذلك التسامح الشائع في مجتمعي . لا يوجد في قرارة نفسي ومعتقداتي إلا أن كل سبب لا بد أن يؤدي إلى نتيجة معينة أو أن هذا هو الاعتقاد المهيمن الأقوى .
فالشخص الشقي أو التعيس هو كذلك لأنه عمل بالأسباب التي جعلته شقيا أو تعيسا والسعيد أو الناجح هو كذلك لأنه قام بأسباب السعادة أو النجاح .

يتبع ....




الانسان الفيلسوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.